الصفحة الرئيسية  متفرّقات

متفرّقات هذه حقيقة مقتل أبو بكر البغدادي بغارة أمريكية في الرقة

نشر في  15 جوان 2016  (10:06)

تداولت مواقع اخبارية وصحف بريطانية وغربية عدة خبر مقتل زعيم تنظيم “الدولة” ابو بكر البغدادي بغارة امريكية في الرقة قبل ان يتبين انه يعتمد على بيان مزور لولاية الرقة التابعة لتنظيم “الدولة”. وانتشر الخبر في عشرات المواقع العربية، وصحيفة “ميرور” البريطانية، ووكالة “فارس” الإيرانية، وكذلك قناة روسيا اليوم ووكالة سبوتنيك الروسية وقناة العالم الإيرانية.

وبعد قيام فريق “القدس العربي” بتدقيق المعلومات والتحقق من صحة الخبر والتحدث إلى مصادر مقربة من إعلام التنظيم الجهادي، تبين ان كل الأخبار اعتمدت على مصدر واحد وهو بيان مفبرك “فوتوشوب» لولاية الرقة لم يصدر عن المواقع المعتمدة والحسابات المعروفة لتنظيم “الدولة”.

 ومن ضمن الصحف التي وقعت في شباك “بيان الفوتوشوب” بدون تحقق، صحفية “ميرور” البريطانية، التي تقول في متن الخبر انه اعتماداً على “تقارير إعلامية” مقربة من التنظيم نشرت مقتله في الخامس من رمضان، وعند بيان لوكالة “اعماق” المقربة من التظيم، وهي المعلومة الواردة في البيان المزور، والذي لا يحتاج للكثير من التدقيق ليتبين انه لم يكتب بالخط المعتمد لإصدارات التنظيم، ولا يستخدم صياغاتها، والاهم انه لم يصدر عن اي من مواقع أو حسابات التابعة لتنظيم “الدولة” في “تويتر” أو “تيلغرام”.

كما ان الصحيفة البريطانية اعتمدت قناة السومرية العراقية كأحد مصادرها، والمفارقة ان قناة “السومرية” ايضاً اعتمدت على البيان المزور ومن ثم اعتبرت صحيفة “ميرور” البريطانية أحد مصادرها عندما اعادت نشر الخبر.

وقالت الصحيفة إنها راسلت عبر الإيميل المتحدث باسم التحالف الكولونيل كريس كريفر واجاب بانه “لا يوجد ما يؤكد هذه المعلومات”. وعلق بعض الناشطون المعارضون لتنظيم الدولة على وسائل التواصل الاجتماعي، بالابتهاج لسماع الخبر “ان كانوا غير متأكدين منه”، بينما نشر آخرون تعليقات تشكك بالخبر كالاشارة إلى انه “الخبر رقم 244 لاغتيال البغدادي”.

بينما اشار بعض انصار تنظيم “الدولة” على موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي لبعض الأخطاء الواردة في صياغة البيان المفبرك، وأبدوا استغرابهم من ضعف “مهارات التزوير” حسب وصفهم، من بينها تعريف البغدادي بأمير المؤمنين، أو طريقة عرض آيات القرآن، والاختتام بـ “انا لله وانا إليه لراجعون”، والخطأ اللغوي بكتابة “مقبل” غير مدبر، بدلاً من «مقبلا”.

وبينما تشير معظم المصادر الميدانية إلى ان زعيم التنظيم يتواجد في الاغلب في مدينة الموصل واريافها كالبعاج، فإن لجوء مزوري البيان لاستخدم الرقة بدلاً من الموصل يهدف ربما لدعم الحملة الميليشات الكردية المدعومة امريكياً على ريف الرقة، والذي يمتد لمدينة منبج بالريف الشرقي لحلب.

وعادة ما تتداول عشرات الانباء غير الدقيقة المتعلقة بتنظيم “الدولة”، ويقول وسيم نصر الصحافي في قناة “فرانس 24″ ان سبب ذلك يعود لـ”واقع الحرب وشقها الإعلامي الدعائي، حيث يستعمل الإعلام في الضغط النفسي على العدو”.

ويضيف لـ “القدس العربي” من العاصمة الفرنسية باريس “بث الأخبار الكاذبة يهدف لبلبلة الصفوف وهذه من التكتيكات القديمة، كذلك التكتيم الإعلامي يستعمل أيضا للغاية نفسها، من ناحية أخرى فان كثيرين يجهلون بديهيات ومصطلحات الحركات الجهادية على اختلافها، ما يسهل نقل أي شيء بدون التأكد منه، سواء جهلاً أم لغاية في النفس في سياق اصطفاف سياسي ما”.

واجرى الصحافي وسيم نصر تحقيقاً نشر على قناة “فرانس24″ يتضمن العشرات من الاخبار المزيفة التي سيقت خلال تغطية مناطق تنظيم “الدولة” في العراق وسوريا، ويقول “ان أبرز مثال لذلك هو إشاعة كذبة جهاد النكاح أو كذبة الختان الإجباري في الموصل، وقد تسنى لي تبيان عدم صحتهما. وينطبق ذلك على إشاعة خبر مقتل هذا القائد أو ذاك، لإخراجه عن سكوته أو لبلبلة صفوفه وهذا ما يحصل مراراً وتكراراً في تاريخ الحركات الجهادية التي لا تتأخر عموماً في نعي قادتها”.

القدس العربي